Posts filed under 'القبلة في أمريكا الشمالية'

فصل في كيفية تحديد جهة القبلة

اعلم أخي المسلم أن التوجه إلى القبلة في الصلاة شئ أمر الله تعالى به. قال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة / 144).
و هو أمر متعلق بالصلاة و أحكام الشريعة فيعتمد فيه على الأدلة الشرعية و أقوال العلماء، لا على أقوال غير المسلمين ولاعلى أقوال المسلمين الخالين عن علم الدين و لو برعوا في الرياضة و الحساب.

قال الإمام الشافعيّ رضي الله عنه في الأمّ في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}.

“كان معقولا عن الله عزَّ و جلَّ أنه يأمرهم بتولية و جوههم شطره بطلب الدلائل عليه لا بما استحسنوا ولا بما سنح في قلوبهم ولا خطر على أوهامهم بلا دِلالة جعلها الله لهم لأنه قضى أن لا يتركهم سدى” اهــ. أي إنما يُبَيّنُ الله لهم العلامات المعتبرة في طلب جهة القبلة ولا عبرة بما لا يستند إلى دليل شرعيّ.
و قال الإمام خير الدّين الرمليّ الحنفيّ في الفتاوى الخيرية:”إذا لم يكن المحراب من و ضع الصحابة التابعين ولا من ذّوي العلم الموثوق بهم في معرفة القبلة ولا على سَمْتِ و صفهم فلا عبرة به إجماعاً” إهـ.

و مثله ذكر ابن عابدين في حاشيته إهـ.
فإذا عُلم ذلك نقول بأن الذي يرى الكعبة يتوجه إليها بالمعاينة و المشاهدة و هذا سهل. ومن كان بعيدا عنها يتوجه إليها بعلامات و طرق بَيَّنَها الله تعالى و بَيَّنَها رسول الله صلى الله عليه و سلم و مجتهدو الأمة.

Add comment July 16th, 2005

Next Posts Previous Posts


Calendar

November 2024
M T W T F S S
« Jul    
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930  

Posts by Month

Posts by Category