فصل في كيفية تحديد جهة القبلة
July 16th, 2005
اعلم أخي المسلم أن التوجه إلى القبلة في الصلاة شئ أمر الله تعالى به. قال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة / 144).
و هو أمر متعلق بالصلاة و أحكام الشريعة فيعتمد فيه على الأدلة الشرعية و أقوال العلماء، لا على أقوال غير المسلمين ولاعلى أقوال المسلمين الخالين عن علم الدين و لو برعوا في الرياضة و الحساب.
قال الإمام الشافعيّ رضي الله عنه في الأمّ في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}.
“كان معقولا عن الله عزَّ و جلَّ أنه يأمرهم بتولية و جوههم شطره بطلب الدلائل عليه لا بما استحسنوا ولا بما سنح في قلوبهم ولا خطر على أوهامهم بلا دِلالة جعلها الله لهم لأنه قضى أن لا يتركهم سدى” اهــ. أي إنما يُبَيّنُ الله لهم العلامات المعتبرة في طلب جهة القبلة ولا عبرة بما لا يستند إلى دليل شرعيّ.
و قال الإمام خير الدّين الرمليّ الحنفيّ في الفتاوى الخيرية:”إذا لم يكن المحراب من و ضع الصحابة التابعين ولا من ذّوي العلم الموثوق بهم في معرفة القبلة ولا على سَمْتِ و صفهم فلا عبرة به إجماعاً” إهـ.
و مثله ذكر ابن عابدين في حاشيته إهـ.
فإذا عُلم ذلك نقول بأن الذي يرى الكعبة يتوجه إليها بالمعاينة و المشاهدة و هذا سهل. ومن كان بعيدا عنها يتوجه إليها بعلامات و طرق بَيَّنَها الله تعالى و بَيَّنَها رسول الله صلى الله عليه و سلم و مجتهدو الأمة.
Entry Filed under: فصل في كيفية تحديد جهة القبلة
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.
Trackback this post | Subscribe to the comments via RSS Feed